بلدية خان يونس –المكتب الإعلامي
طالب متحدثون بضرورة ملاحقة مرتكبي مذبحة خان يونس عام 1956م التي ارتكبتها القوات النظامية الإسرائيلية بحق أبناء خان يونس إبان العدوان الثلاثي على مصر الشقيقة والتي راح ضحيتها مئات الشهداء من المدنيين الُعزل والجيش المصري الذين ارتقوا مدافعين عن أبناء شعبنا، قد طالبوا بتجهيز الدعاوى القضائية المطلوبة من أجل تقديمها لمحكمة الجنايات الدولية ومحاسبة كل من أمعن في قتل أبناء المدينة بدم بارد لينالوا جزاؤهم المحتوم.
وأكد المتحدثون على أن الجرائم لا تسقط بالتقادم داعين إلى تشكيل مجلس يضم خبراء من القانون الدولي لوضع مشروع لملاحقة مجرمي الحرب من الجيش الإسرائيلي لمحاسبتهم على جريمتهم النكراء.
جاءت تلك المطالبات والتوصيات خلال ندوة تاريخية وسياسية نظمتها بلدية خان يونس ومجلس عائلات المحافظة، ولجنة إحياء وتوثيق الذكرى، وذلك بحضور رئيس البلدية م. علاء الدين البطة، ووزير العدل السابق أ. سليم السقا، والقانوني د. عبد الكريم شبير، والمؤرخ والباحث الأكاديمي د. سامي الأسطل، والباحثة السياسية أ. جيهان أبو شمالة، ورئيس مجلس العائلات م. بلال الفرا، وحشد من أهالي خان يونس والمخاتير والوجهاء وعموم المهتمين.
وخلال كلمته الافتتاحية ثمن م. البطة جماهير خان يونس وكافة مكونات النسيج المجتمعي والتي أكدت بحضورها على ضرورة إحياء والذكرى الأليمة لمذبحة خان يونس 1956م والتي راح ضحيتها عشرات الشهداء من أبناء شعبنا والجيش المصري، مناشداً في الوقت ذاته الكتاب والباحثين والصحافيين وعموم السكان الاستمرار في إحياء هذه الذكرى وتوثيقها وكشف جرائم الاحتلال البغيض.
وفي كلمة الشهداء حيا المختار عبد الرحمن النجار عائلات المحافظة التي قدمت خيرة أبنائها من أجل أن ينعم شعبنا بالحرية والاستقلال، مستذكراً تفاصيل بشاعة المذبحة التي ارتكبتها القوات النظامية الاحتلالية في وضح النار بغرض كسر شوكة المقاومة الباسلة في خان يونس التي تصدت للاحتلال في كثير من المواقع.
ومن جهته تطرق د. شبير إلى الأبعاد القانونية للمذبحة واتفاقيات جنيف التي تتعلق بحقوق الإنسان ودور المنظمات الحقوقية في توثيق هذه المذبحة، داعياً إلى إنشاء جسم قانوني يضم خبراء القانون الدولي لتوثيق الجريمة الإسرائيلية ورفع دعاوى قضائية ضد المحتل الغاصب، مؤكداً على أن الجرائم لا تسقط بالتقادم ويجب على المجتمع الدولي إنصاف شعبنا الذي لا يزال يتعرض لويلات الإحتلال، وضرورة إتخاذ الإجراءات اللازمة نحو تفعيل "القبض والملاحقة" للقادة الصهاينة وتقديمهم للمحاكم الدولية.
وبدوره تطرق د. الأسطل إلى تاريخ مدينة خان يونس وسلسلة الجرائم التي أرتكبت على أيدي الاحتلال وراح ضحيتها الآلاف من أبناء شعبنا على مر التاريخ في ظل الصمت الدولي المطبق، مشيراً إلى أن الإحتلال قام بتشكيل فرقة (101) للانتقام من الشعب الفلسطيني ولكسر شوكة المقاومة، مبيناً فظاعة المذبحة التي أرتكبت عام 1956م في محافظة خان يونس حيث تم قتل المدنيين بدم بارد في جريمة احتلالية بشعة مكتملة الأركان.
وقدمت أ. أبو شمالة تتبع تاريخي للمذبحة منذ افتتاح قناة السويس ودخول مصر الشقيقة في دوامة الصراع الدولي من غزوات وحملات فرنسية وبريطانية للتحكم في قناة السويس وما نتج عنه من العدوان الثلاثي على مصر وارتكاب مذبحة خان يونس على أيدي الإحتلال.
وتخلل الندوة تقديم عرض مرئي يوثق بعض الشهادات الحية من أبناء خان يونس الذين عايشوا المذبحة بتفاصيلها المروعة التي يندى لها جبين الأمة جمعاء.